1) التكبير يوم العيد ابتداء من دخول ليلة العيد وانتهاءً بصلاة العيد. قال الله تعالى: (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون)، وصيغة التكبير الثابتة عن الصحابة: ( الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا ) و(الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد)، وما عدا ذلك من صيغ التكبير والزيادات التي نسمعها في كثير من مساجد العالم فلم تصح.
2) الاغتسال لصلاة العيد ولبس أحسن الثياب والتطيب.
3) الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة العيد.
4) الجهر في التكبير في الذهاب إلى صلاة العيد.
5) الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر.
6) صلاة العيد في المصلى إذ هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والصلاة في المسجد لسبب أو لآخر جائزة.
7) اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء حتى الحيض والعواتق وذوات الخدور كما جاء في صحيح مسلم.
أداء صلاة العيد.
9) الاستماع إلى الخطبة التي بعد صلاة العيد.
10) التهنئة بالعيد، فعن جبير بن نفير قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل منا ومنك. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: اسناده حسن.
من بدع العيد:
1) الزيادة في التكبير على الصيغ الواردة عن الصحابة كما سبق .
2) التكبير بالعيد بالمسجد أو المصلى بالصيغ الجماعية على شكل فريقين يكبرالفريق الأول ويجيب الفريق الآخر وهذه طريقة محدثة والمطلوب أن يكبر كل واحد بانفراد ولو حصل اتفاق فلا ضير وأما على الطريق المسموعة يكبر فريق والآخر يستمع حتى يأتي دوره فهو بدعة.
3) زيارة القبور يوم العيد وتقديم الحلوى والورود والأكاليل ونحوها على المقابر كل ذلك من البدع. وأما زيارة القبور فهي مندوبة بدون تخصيص موعد محدد.
4) تبادل بطاقات التهاني المسماة (بطاقة المعايدة) أو كروت المعايدة فهذا من تقليد النصارى وعاداتهم ولقد سمعت شيخنا العلامة الألباني تغمده بالرحمة نبه على ذلك.
ومن معاصي العيد:
1) تزين بعض الرجال بحلق اللحى إذ الواجب إعفاؤها في كل وقت.
2) المصافحة بين الرجال و النساء الأجنبيات (غير المحارم) إذ هذا من المحرمات والكبائر.
3) ومن الإسراف المحرم بذل الأموال الطائلة في المفرقعات والألعاب النارية دون جدوى، وحري أن تصرف هذه المبالغ على الفقراء والمساكين والمحتاجين وما أكثرهم وما أحوجهم!
4) انتشار ظاهرة اللعب بالميسر والمقامرة في بعض الدول يوم العيد وخاصة عند الصغار وهذا من الكبائر العظيمة فعلى الآباء مراقبة أبنائهم وتحذيرهم من ذلك.
تقبل الله منا ومنكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1.التكبير في العيـد :
والأصل في ذلك قوله – عز وجل - : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون " ويكبِّر المسلمون ربهم في هذا العيد تعظيماً وشكراً لله الذي هداهم للدين ، وبلّغهم هذا الشهر ، وأكمل لهم العدة ، ووفقهم لأداء ما كتب عليهم من صوم ، ويبدأ من غروب الشمس من يوم الثلاثين من رمضان أو رؤية هلال شوال ، قال ابن عباس : "حقّ على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يكبروا الله حتى يفرغوا من عيدهم" ، ويكبر المسلمون ليلة العيد ، وإذا غدوا إلى المصلى كبروا ، وإذا جلسوا كبروا إلى أن يخرج الإمام ، فمنذ ثبوت العيد وإلى خروج الإمام لصلاة العيد ووقت الناس معمور بالتكبير ؛ تعظيماً لله وشكراً .
وينبّه – هنا – إلى أن أداء التكبير يكون من كلٍّ على حسب حاله ، فيذكر الله – عز وجل – من غير التزام بأحدٍ يكبّر معه ، وأما التكبير الجماعي فمُحْدَث ، ولم يكن من سنة النبي – صلى الله عليه وسلم- ولا من هدي الصحابة والتابعين لهم بإحسان ، وصفة التكبير : الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد، أو نحو ذلك .
2.الأكل يوم الفطر قبل الخروج إلى الصلاة :
لما ثبت عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه كان لا يغدو قبل الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن أفراداً ، ويأكلهن وِتْراً ، قال أنس : "ما خرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم - يوم فطر حتى يأكل تمرات ثلاثاً، أو خمساً، أو سبعاً، أو أقل من ذلك أو أكثر وتراً" .
وفي الأكل قبل الخروج إظهار لشعار هذا اليوم وهو الفطر، ومبادرة إلى امتثال أمر الله -تعالى - بوجوب الفطر في هذا اليوم عقب وجوب الصوم في شهر رمضان، ومن لم يحصل له الفطر على تمرات أفطر ولو على الماء ليحصل له شبه من الاتباع .
3.التجمل للعيدين :
وذلك بلبس الثياب الجميلة الحسنة التي تدل على الحفاوة بهذا العيد والفرح به، والدليل على ذلك حديث عبد الله بن عمر، قال : " أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق ، فأتى بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله ابتعْ هذه تجملْ بها للعيد وللوفود" ، وبوّب عليه الإمام البخاري بقوله : باب في العيدين والتجمل فيه، وذلك مأخوذ من تقريره – صلى الله عليه وسلم - لمقوله عمر هذه ، وأن عمر – رضي الله عنه – كان يعلم من عادة النبي – صلى الله عليه وسلم – ذلك في العيدين ، وقد صح عن ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين .
4.الذهاب لصلاة العيد :
وصلاة العيد من أعظم شعائره ، قال - صلى الله عليه وسلم - : " إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي " قال العلماء : وهو دال على أنه لا ينبغي الاشتغال في يوم العيد بغير التأهب للصلاة والخروج إليها ، ومن لازِمِهِ ألا يُفْعلَ قبلها شيء غيرهاَ ، فاقتضى ذلك التبكير إليها ، وأن الصلاة في ذلك اليوم هي الأمر المهم ، وما سواها من أعمال البرِّ فبطريق التبع ، فيذهب إلى صلاة العيد مبكراً ويشتغل بالتكبير في ذهابه وحال انتظاره الصلاة ، وإذا ذهب من طريق رجع من طريق آخر ، فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا كان يوم عيد خالف الطريق .
5.حكم صلاة العيد :
تتابع فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – وأمره بشهود صلاة العيد وأمر بذلك من ليس من شأنه الخروج ، كالعواتق ، وذوات الخدور (وهن الفتيات في أول سن بلوغهن) وكذلك الحيَّض ولَسْن من أهل الصلاة، وكل ذلك لعظم شأن هذه الصلاة ، وقد اختلف العلماء في حكمها ، فذهب بعضهم إلى أنها : سنة مؤكدة ، وبعضهم إلى أنها : فرض كفاية ، وذهب فريق من أهل العلم إلى أنها : واجبة على الأعيان كالجمعة، وهو مذهب الإمام أبي حنيفة – رحمه الله- واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية ، وابن القيم ، واختاره من علماء العصر الشيخ عبـد العزيز بن باز ، والشيخ محمد بن عثيمين – رحمهما الله - .
6.شهود النساء والصبيان صلاة العيد :
قالت أم عطية – رضي الله عنها – أمرنا النبي – صلى الله عليه وسلم – أن نخرج في الفطر والأضحى ، العواتق ، والحيّض ، وذوات الخدور ، وأما الحيّض فيعتزلن الصلاة ، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، ولما قيل للنبي – صلى الله عليه وسلم - : " إحدانا ليس لها جلباب؟ قال: لِتُلبْسِْها أختها من جلبابها" ؛ وكل ذلك لتأكيد شهود النساء هذا المجْمَع العظيم حتى من لم يكن منهنَّ من أهل الصلاة.
وكذا يخرج الصبيان مع أهلهم قال ابن عباس – رضي الله عنهما – خرجت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم فطر أو أضحى فصلى ثم خطب، وبوّب عليه البخاري فقال "باب خروج الصبيان إلى المصلّى " .
وفي حشد المسلمين رجالاً ونساء وصبياناً في مصليات العيد تعظيم لهذه الشعيرة، وإظهارلهذه المناسبة، واحتفال شرعي عظيم بهذا اليوم المبارك .
7.تحية المسجد في مصلى العيد :
إذا أقيمت صلاة العيد في المصلى ، أي في الصحراء خارج البلد فإنه لا يصلى قبلها ، لما ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه خرج يوم الفطر فصلّى ركعتين لم يصلِّ قبلها ولا بعدها ، قال ابن العربي : التنفُّل في المصلى لو فُعِل لنُقِل ، ومن اقتدى فقد اهتدى .
أما إذا أقيمت صلاة العيد في المساجد فإن تحية المسجد تصلى - حينئذٍ - ولو كان وقتَ نهي ؛ لأنها من ذوات الأسباب ، فيصلي من حضر قبل جلوسه ركعتي تحية المسجد .
8.صفـة صـلاة العيد :
تقام صلاة العيد بدون أذان ولا إقامة ولا نداء لها، وهي ركعتان ، يكبر في الأولى سبع تكبيرات وفي الثانية خمساً ، وهذه التكبيرات الزوائد سنة ، وليست بواجب ، وإن زاد في بعضها أو نقص صح ذلك ؛ لاختلاف المروي في ذلك عن الصحابة فدل على أن الأمر في ذلك واسع. ويرفع يديه مع كل تكبيرة ؛ لورود هذا عن الصحابة – رضي الله عنهم – ولم يرد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – خلافه. يقرأ في الأولى بـ ( سبح ) ، وفي الثانية بـ ( الغاشية ) ؛ لثبوت ذلك عن النبي – صلى الله عليه وسلم - ، أخرجه مسلم (878) ، وثبت عنه أنه كان يقرأ في الأولى بـ (ق) ، وفي الثانية بـ ( اقتربت الساعة وانشق القمر) أخرجه مسلم (891) ، ووقتها كصلاة الضحى ، وصلاة الضحى تكون من ارتفاع الشمس قَيْد رمح ، أي بعد طلوع الشمس بنحو ربع ساعة تقريباً .
والسنة التبكير بها في أول النهار لقوله –صلى الله عليه وسلم- :" إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي " ، ولحديث عبد لله بن بسر –رضي الله عنه- حينما أنكر إبطاء الإمام وقال : إن كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم- قد فرغنا ساعتنا هذه ، وذلك وقت ابتداء صلاة الضحى .
9.إظهار الفرح والسرور واللهو المباح :
ودليله حديث عائشة – رضي الله عنها- قالت : " دخل عليّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعندي جاريتان تغنيان بدفين بغناء بعاث ، فاضطجع على الفراش، وحول وجهه، وجاء أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي – صلى الله عليه وسلم – فأقبل عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال : "دعهما يا أبا بكر ، إن لكل قوم عيداً وهذا عيدنا" .
قال الحافظ في (الفتح) : "وفيه مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم به بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة ، وأن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين" .ا.هـ .
وفي يوم العيد لعب الحبشة بالحراب والدرق بالمسجد، ورقصوا بها ، قالت عائشة: - رضى الله عنها – " سمعت لغطاً وصوت صبيان، فقام النبي – صلى الله عليه وسلم –: فإذا حبشة تزفن، أي: ترقص والصبيان حولها فقال : يا عائشة تعالي فانظري ، قالت: فأقامني وراءه ، خدي على خده وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة، لتعلم يهود أن في ديننا فسحة ، إني بعثت بحنيفية سمحة" .
10.التهنئـة بالعيـد :
ومن الحفاوة بالعيد تبادل التهنئة به ، فإنه يشرع تهنئة المسلم بالنعمة الحادثة والعيد كذلك، وقد كان الصحابة – رضي الله عنهم – إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك ، والأمر في عبارات التهنئة واسع ، فلو قال : عيد مبارك، أو تقبل الله طاعتكم وصيامكم ، ونحو ذلك فكلها حسنة .
فبارك الله لكم عيدكم يا أهل الإســلام ، وأتمّه على المسلمين بالقبول والمغفرة والرضوان ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه .